الرئيسية / النشاطات / نشاط في جمعية تقدم المراة بعنوان “تحية إلى الفنانة المبدعة سحر طه”

نشاط في جمعية تقدم المراة بعنوان “تحية إلى الفنانة المبدعة سحر طه”

كامل جابر – هوا لبنان
في مناسبة مرور أربع سنوات على رحيلها، تلاقى حشد من الفاعليات الثقافية والفنية والاجتماعية أمس، الجمعة (23/09/2022)، في باحة جمعية تقدم المرأة في النبطية بدعوة من الجمعية ومن المجلس الثقافي للبنان الجنوبي تحت عنوان “تحية إلى الفنانة المبدعة سحر طه”.

تحدثت أولاً المربية غادة مقلد فتناولت سيرة سحر طه الفنانة والعازفة والمؤلفة والإعلامية”

وألقى رئيس فرع المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في النبطية الإعلامي كامل جابر كلمة قال فيها: “لأنها حاضرة في وجداننا لم تغادره، نلتقي باستمرار حول اسمها، وما أغنت به دنيانا بفائض الحبّ والصوتِ وسحرهِ وبعذبِ العزف والموسيقى، والتقاسيم على أوتار أوردتنا، وهذا السيلِ من الكتابةِ حول قضايا الفنِّ والموسيقى والأصالةِ العربيةِ النقيةِ التي حملت لواءها في كلِّ ما فعلته أو قدّمته أو أبدعته.

هي سحر الخفاجي طه، الفنانة والعازفة والموسيقية والإعلامية، أيقونة الجمال البغدادي العربي، النائمة بهدوئها المعهود في ثرى النبطية التي أحبت وأحبتها، تركن في حضنها منذ أربع سنوات إلى السكينة والراحة بعد عذابات طويلة في مواجهة المرض الخبيث، بعد مقاومته بملء الجوارح، حتى انهك أخيراً قواها وصمودها واستلبها من عالمنا الذي زينته بحضورها الشفاف إلى رحمة بارئها”.

وقال: “نتذكرك يا سحر ونشتاق إلى خاماتك الأصيلة انشاداً وعزفاً وحضوراً، إلى لونك البغدادي الشجي، إلى تواضعك وأنت المحلقة تميزاً وإبداعاً. نتذكرك ونهدي إلى روحك كلّ مودة وامتنان، باسم جمعية تقدم المرأة في النبطية، والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي، والأندية والجمعيات والفاعليات الثقافية والفنية مؤكدين أنّ ما حفرته في صخر الابداع ورسمته لن يزول أو يموت، يغيب الجسد ويبقى الفن والموهبة أبد الدهر. ونتقدم من الصديق الأستاذ سعيد طه، ومن جميع محبيك بخالص العزاء، ومن روحك الطاهرة النقية ببالغ الحب والتقدير وبكل الشكر والامتنان… نامي في عليائك أيتها الأيقونة الذهبية ومثلك لا يمتن أو يموتون”.…

وتحدثت الفنانة سهام الصافي فقالت: “سحر طه اسم على مسمّى، كساحرة من الأساطير سحر، بحضورها بريق وشذى، لم تكن لموهبتها حدود، عشِقها كل من عرفها، أمّا أنا فكانت هي أوّل من كتب عنّي في الصحف، عن بدايتي الفنّيّة مع الأستاذ وديع الصافي. سحرتنا بصوتها، بعزفها، بأدائها وتقديمها تميّزت، بأسلوبها وسلوكها اختلفت عن باقي الفنانات. وكنت كلّما تأمّلتها فوق خشبة المسرح تراءت لي لوحة تراثيّة رسمها فنّان عبقريّ من بغداد، فكانت سحر”.

وأضافت: “برحيلها تركت فينا أثراً أليماً لا ينسى، وفي التاريخ نفسه، في 17 آب كان رحيل والدتي أيضاً، فكيف لي بعد أن أنسى هذا اليوم المرير؟ ختاماً، هنيئاً لنا بمؤسسة سحر طه، وهنيئاً للبنان والعراق بفنانة مبدعة غنت تراثهما وحملته إلى كل اقطار العالم”.

وبعد قصيدة من الشاعر الزجلي حسين شعيب، تحدثت السيدة سمر خيري باسم الملتقى النسائي العربي الأفريقي فأشارت إلى أن “سحر طه لم تكن فنانة عادية، كانت فنانة استثنائية بروحها الشفافة وما تختزنه في داخلها من طاقة حبّ وعطاء غمرت بها عائلتها ومحيطها، فنانة وفية لم تتخلَ عن جذورها وأصولها، فنانة مثابرة رسمت بعملها الإبداعي وشغفها بالفن والثقافة طريقاً يخلد في الذاكرة”.

وأضافت: “وصلُ الود لم ينقطع بيننا وبين سحر، وكأنّ القدر كان يريد أن يمنحنا مزيداً من اللحظات الجميلة معها ليبقى ذكرها خالداً فينا. ومن اللحظات التي لا تنسى عندما تجمّعنا حولها في قصر الأونيسكو وهي توقّع كتابها “من القلب إليهم” كانت تبدو زاهية بعباءتها، مستبشرة بكتابها، مفعمة بالأمل، تحدّثنا عن شدّة اعجابها بالفنان السوداني سيّد خليفة والذي تعتبره قيمة فنّية نادرة، فناناً يستحق أن تكتب عنه في الجزء الثاني من كتابها “من القلب إليهم”. لم يبصر هذا الكتاب النور، لكنّ نور سحر بدا ساطعاً وهي تضيء أمسيتها الفنية التي أقامها ملتقانا احتفاءً بالموسيقى السودانية، فكانت سحر نجمة المنصّة تروي لنا وللحاضرين بشغف عن إبداع الفنان سيد خليفة وتفرّده، وتسمعنا مقاطع من اشهر أغانيه “البامبو سوداني” و”ازّيّكم كيفكم” لتكون أمسيتنا تلك آخر عهدنا بسحر قبل أن تودّعنا تاركة لنا رصيداً وافراً من الذكريات الجميلة التي جمعتنا سوياً”.

وختمت خيري: “أقول لسحر باسمي وباسم الملتقى النسائي العربي الأفريقي شكراً لكل ما قدمته لنا من دعم وسند وسلام على روحك النقية التي ترفرف حولنا وتلهمنا طريق الخير والصواب وحب الوطن، شكراً للأستاذ سعيد طه على كل هذا الاحتواء وجزيل الشكر لجمعية تقدم المرأة في النبطية وللمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وللجنوب وأهل الجنوب الطيبين”.

وكانت كلمة ختامية للإعلامي والفنان سعيد طه باسم العائلة، فشكر للحضور التقاءه حول اسم سحر طه وللجمعيات المنظمة، وأكد أن مؤسسة سحر طه التي “اطلقناها، سوف تستعيد نشاطها بعد ركود سببته جائحة كورونا وبعد هذا الوضع الاقتصادي المتردي، وسوف تساهم في إطلاق مجموعة من الاسطوانات المدمجة التي كانت سحر قد سجلتها قبل رحيلها، وكذلك سوف نساهم في دعم مجموعة من الفرق النسائية والفنانات الموهوبات”.

الصور عبر رزان قدوح